أعلن رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي، أن البدر العملاق سيكتمل في تمام الساعة 2:26 من بعد ظهر غدٍ الخميس، الموافق 17 تشرين الأول /أكتوبر، وفقًا لتوقيت الأردن.
في هذه الأثناء، يكون البدر تحت الأفق، حيث سيشرق في الساعة 5:56 مساءً ويغرب في الساعة 6:22 صباح الجمعة. ستبدأ مساراته الظاهرية في برج الحوت وتنتهي في برج الحمل.
يُعرف البدر العملاق، المعروف فلكيًا باسم "بدر الحضيض"، بكونه يكتمل عندما يكون القمر بالقرب من نقطة الحضيض في مداره حول الأرض، أي أقرب نقطة إلى الأرض، حيث سيكون على بُعد 357 ألف كيلومتر، مقارنةً بالمتوسط الذي يبلغ 384 ألف كيلومتر. كما سيشهد القمر مروره في نقطة الحضيض الساعة 3:47 صباحًا، أي قبل اكتماله بحوالي 10 ساعات و39 دقيقة.
يتميز البدر العملاق بأنه أكبر وألمع قليلاً من البدر العادي، حيث يزيد حجمه بنسبة 7% ويمتاز بلمعان بنسبة 15% تقريبًا. ومع ذلك، لا يمكن تمييز هذه الفروقات إلا من قبل الفلكيين المتمرسين في رصد الأجرام السماوية بشكل منتظم.
تحدث ظاهرة البدر العملاق عدة مرات في السنة، لكن أكبر بدر عملاق في القرن الحادي والعشرين سيكون في 6 ديسمبر 2052، حيث سيكتمل في الساعة 10:18 صباحًا، وسيمر القمر في نقطة الحضيض الساعة 11:55 بنفس اليوم، ليكون على بُعد 356 ألف كيلومتر عن الأرض.
يسمى بدر تشرين الأول العملاق بأسماء متعددة وفقًا للثقافات المختلفة، وأشهرها "بدر الصيادين" في الثقافة الأنجلوسكسونية. كما يُعرف في ثقافات أخرى بقمر الأرز أو قمر الأوراق المتساقطة أو القمر المتجمد أو القمر الدموي، وذلك نسبة لممارسات الصيد وتخزينه لأيام الشتاء، أو القمر المهاجر حيث تبدأ الطيور بالهجرة إلى المناطق الأكثر دفئًا.
تُشتق تسمية تشرين من كلمة بابلية عبرت إلى العربية من الآرامية، وتعني "البدء" أو "الشروع". يمكننا أيضًا أن نطلق على هذا البدر العملاق في بلادنا اسم "بدر الزيتون" ليتزامن مع موسم قطاف الزيتون والاحتفالات التراثية المصاحبة له في المنطقة.
تُعد هذه فرصة رائعة لهواة التصوير الفلكي لتوثيق هذه اللحظات الجميلة، وخاصة عند شروق القمر وغروبه، حيث يظهر بلون برتقالي نتيجة تأثيرات الغلاف الجوي، ويكون قريبًا من الأفق مما يجعله يبدو أكبر حجمًا بسبب قربه من المعالم الأرضية، وهو ما يُعرف بـ"وهم القمر". ستكون الصورة الأيقونية جميلة إذا ما التقطت لهذا البدر، خصوصًا عند اختيار خلفيات مناسبة مثل المناطق الطبيعية الخلابة والمعالم السياحية والآثارية.
يجدر بالذكر أن ظاهرة البدر العملاق لا ترتبط بتنبؤ الزلازل أو حدوثها، إذ إن الزلازل تنجم عن عوامل جيوفيزيائية بشكل رئيسي.
0 تعليق