وأد آلاف الأحلام.. الغزيون يحفظون أرضهم عن ظهر قلب بعد عام من العدوان - وكالة Mea News

0 تعليق ارسل طباعة
العام الأول لذكرى "طوفان الأقصى" ينجلي وهو محمل بالآلام والمآسي التي عاشها ولا زال الشعب الفلسطيني

عدي صافي - شارفت معركة "طوفان الأقصى" على دخولها عاما كاملا، حيث يصادف السابع من أكتوبر الجاري الذكرى الأولى لعملية المقاومة الأشد تاريخيا، بالرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على مدار نحو 80 عاما.

العام الأول لذكرى "طوفان الأقصى" ينجلي وهو محمل بالآلام والمآسي التي عاشها ولا زال الشعب الفلسطيني، سواء في القطاع المحاصر أو في الضفة الغربية.

ونفذ الاحتلال جرائم إبادة وحشية بحق المدنيين في قطاع غزة امام أنظار العالم وبدعم غربي معلن، فيما تجاهل قادة المجازر قرارات المحاكم الدولية والمنظمات العالمية الرامية إلى وقف العدوان وإدخال المساعدات وعلاج الجرحى، وعدم استهداف المدنيين الأبرياء.

آلاف الأحلام المؤودة

ماكنة الإجرام الإسرائيلي، وأدت أحلام 41,825 شهيدا في القطاع المنكوب وحرمتهم من الأمل والحياة حينما أسقطت صواريخها على الأبرياء بلا انسانية، وأصابت بأسلحتها الفتاكة أكثر من و96,910 شخصا، فجعلت جزءا منهم يمضي ما تبقى من حياته دون أمل بالشفاء.

اليوم مضى 365 يوما منذ أن بدأ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.. ذلك العدوان الذي بدأ باللهب والنيران واستمر بصواريخ تسقط على رؤوس الأبرياء الراكضين بحثا عن الأمان في أرض باتت مليئة بالموت والخوف والنزوح.



لكن لتعلموا، هؤلاء، لم تظفر بهم يد العدو، رغم كل ذلك الألم، هناك، في غزة، يجاهد البشر ليظلوا أحياء، يقاومون، يبكون، وينفضون عن أكتافهم جل التعب، ويسيرون مجددا نحو الأمل.

بكى أهل غزة من رحم الظمأ، ذرفوا الدمع حينما اشتد عليهم الخوف والكدر، بعد 365 يوما من عدوان الاحتلال الإجرامي على القطاع ذاقوا وآلالاف من أقرانهم ألم الفقد.

هناك، حيث القطاع الصغير الصامد، تجاعيد الشجر تروى، عيون الورق تخزن صورة ماض سحيق للأرض العصية على الغزاة، رمال بحر القطاع تخوض رحلة الشتاء والصيف من بحر إلى بحر، دون أن تهجر البلاد أبدا، أما نجوم سماء غزة فقد خلقها الله لترشد المقاومين على مكان العدو في عتمة الليل الحالك.

إن الغزي يتمسك بثدي الأرض؛ عله يظفر بقطرة، ويسير نحو الثأر والأمل؛ عله يرتوي في تضاريس الأرض السمان، ومن ثم سينحر ذاك الغزي الخوف من عنقه، وسيصنع المجد والتحرير، فهم يحفظون أرضهم عن ظهر قلب، ويملكون اجازة متقنة في ترتيل مشاعرهم نحوها بالقتال والمقاومة.

لا مكان آمن

وسعى الاحتلال منذ بدء عدوانه على القطاع إلى حرمان الغزيين من حقهم في الأمان، إلى جانب حرمانهم من حقهم في الغذاء والعلاج، فقصفت طاءرات كل تجمع للمدنيين، وأمر ساكني الخيام، بالسفر من أرض إلى أرض، في كل عشية وضحاها.



السائرون بخشية وقلق نحو الأرض "الآمنة كذبا"، مروا بعقبات لا تحصى حتى وصلوا إلى تربة خالية من بقايا الصواريخ، أو عظام الموتى؛ واجهوا نقص الطعام بمعدات خاوية، وقاوموا برد الليل بأقمشة من الرُقَع، وغلبوا النعاس؛ كي لا يفوتوا شكل الصاروخ الهابط على رؤوس النيام، كل هذا ناظروه على طريق الألم.

ولكن الأمور لا تجري كما تسير الرغبات، على الأقل في غزة، فقد واجه حاملو الخيام حتى اليوم ما لم يخطر على بالهم، حينما حملوا أمتعتهم وفروا من قذائف ورصاص نازيي العصر، حيث عَلقوا في أرض خاوية على عروشها، لا ماء ولا كهرباء، ومنعوا إلى الآن من تذوق حلو الحياة، أو منعهم قُصرُ يدهم من ذلك.

تدمير الأرض

ماكنة القتل "الإسرائيلية" دخلت غزة سيرا على الأشلاء والحجارة، بعد أن دمرت طائراتهم التي تسبق الصوت بالمرات، جل المباني والطرقات.

ووفقا للصور الملتقطة في القطاع فإن العدوان على مدار عام لم يبقي شارعا بلا خراب ولا مبنى دون قصف وانهيار، وحتى دور العبادة أسقطتها صواريخ المحتل على رؤوس المتعبدين، والفارين من الإجرام.

وكشفت وزارة الأوقاف في قطاع غزة أن العدوان "الإسرائيلي" دمر لغاية اليوم 814 مسجداً تدميرا كليا من أصل نحو ألف ومئتين وخمسة وأربعين(1245) مسجدًا، وتضرر أيضًا مئة وثمانية وأربعون (148) مسجدًا بأضرار جزئية بليغة.

كما دمرت آلة العدوان "الإسرائيلية" ثلاث (3) كنائس تدميراً كلياً جميعها موجودة في مدينة غزة.

واستهدف الاحتلال (19) مقبرة منتشرة في محافظات قطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة (60) مقبرة، حيث دمر (8) مقابر تدميراً كلياً، و(11) مقبرة دمرت جزئياً، بل زاد إجرامه بنبش القبور، وسرقة الآلاف من جثامين الأموات والشهداء، والتمثيل بها بعد قتلهم بطرائق همجية وحشية، علما بأن الإحصائية المتعلقة بالمقابر لم تكتمل بعد نظرًا لصعوبة الوصول إلى عدد منها في ظل استمرار العدوان.

الدمار لم يقتصر على جانب، بل طال البشر والحجر والشجر في قطاع غزة بشكل كامل حتى غدت أرض القطاع قاحلة يغطيها الحجر، وبعض البشر.

المقاومة في كل مكان

ورغم حجم الدمار المهول، وعدد الشهداء الكبير، إلا أن المقاومة في قطاع غزة لم تتوقف رغم مرور 365 يوما، وظل عناصرها يجاهدون في سبيل التحرير.

وكشفت مقاطع الفيديو التي تصورها عدسة المقاومة على مدار العام، مدى التجهيز الذ يتمتع به المقاوم الفلسطيني، وقدرته الهائلة على التحمل والصبر منتظرا عناصر جيش الاحتلال، ليقوم بتفجيرهم أو إيقاعهم ضمن شباك كمين محكم.

ووثقت كاميرات الإعلام العسكري للمقاومة وقائع تحوّل أحياء قطاع غزة وشوارعه إلى مصائد للآليات "الإسرائيلية" من مختلف الأنواع. وبات السهم الأحمر رمزا لدقة الإصابة والخسارات "الإسرائيلية".

فشل في تحطيم المقاومة

يكشف تحقيق، نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في السادس من أغسطس/آب الماضي، أن جيش الاحتلال أخفق في تدمير معظم كتائب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وأن غالبية قوات الحركة في وسط غزة ما زالت على حالها.

ويشير التحقيق إلى أن ما يقرب من نصف كتائب حماس العسكرية في شمال ووسط غزة أعادت بناء قدراتها القتالية رغم مرور أكثر من 9 أشهر من الحرب، عند نشر التحقيق.

ويشير محللون إلى أنه بالنظر إلى الأهداف التي أعلنها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والمتمثلة في "سحق حركة حماس وإنهاء وجودها وتدمير قدراتها العسكرية"، يبدو فشل "إسرائيل" واضحا تماما.

ماذا كانت أهداف العدوان؟

وضع الاحتلال 4 أهداف رئيسة معلنة لحربها على غزة، تتراوح بين التكتيكي والإستراتيجي، إضافة إلى أهداف أخرى غير معلنة، تتعلق أساسا بجعل غزة مدمرة كليا، ومن أهم هذه الأهداف:

القضاء على حركة حماس وتدميرها. الإفراج عن المحتجزين في غزة. استعادة ثقة "الإسرائيليين" بحكومتهم وجيشهم على توفير الأمن لهم. إعادة بناء قوة الردع "الإسرائيلية" في المنطقة.

ولتحقيق تلك الأهداف، اعتمد الجيش الإسرائيلي على قوة النار الهائلة، وغير المتناسبة، والضربات العشوائية التي أدت إلى مجازر مروعة بحق المدنيين الأبرياء.

ماذا بعد عام من العدوان؟

وبعد عام من العدوان على القطاع، والإجرام المتوحش بحق الفلسطينيين في غزة، إلا أن الاحتلال لم يحقق المطلوب منه، ولم يستطع أن يقضي على المقاومة بشكل كامل، فيما فشل بإعادة محتجزيه إلا قلة منهم وفقا لمبادرات وهدن مع المقاومة تحت رعاية دولية.



وتاليا أبرز نقاط الفشل "الإسرائيلي":

لم يتم القضاء على حركة حماس والمقاومة في غزة. لم يتم إرجاع الأسرى والمحتجزين، إلا بعضهم عبر اتفاقات هدنة. لم تتم إعادة النازحين إلى المستوطنات في الشمال والجنوب مؤشرات الثقة بالجيش والحكومة تتراجع بشكل حاد. قدرة الردع "الإسرائيلية" تقوضت تماما وأصبحت تحارب على 4 جبهات حكومة الاحتلال مورطة ومتهمة في جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية منظورة لدى محكمة العدل الدولية. حدث تغير كبير في نظرة الرأي العام العالمي لإسرائيل في الاتجاه السلبي. جيش الاحتلال يعاني الإرهاق والخسائر غير المسبوقة. تدهور اقتصادي متفاقم مع استمرار الحرب. ما زالت المقاومة قادرة على قصف المستوطنات والتجمعات "الإسرائيلية". تسجل خسائر يومية في صفوف قوات الاحتلال على جبهتي غزة ولبنان.

أخبار ذات صلة

0 تعليق