حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأربعاء، من خطر المجاعة في غزة، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة عن تنبيهها لإسرائيل بضرورة تحسين توصيل المساعدات إلى القطاع.

وقال فيليب لازاريني، خلال مؤتمر صحافي في برلين: "هناك خطر حقيقي اليوم... بأن نصل إلى وضع تصبح فيه المجاعة أو سوء التغذية الحاد أمراً محتملاً مرة أخرى للأسف"، مشيراً إلى اقتراب فصل الشتاء وضعف نظم المناعة لدى سكان غزة.

تعرضت مساحات شاسعة من قطاع غزة للدمار نتيجة العمليات الإسرائيلية الانتقامية عقب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر العام الماضي. وكثفت إسرائيل عملياتها العسكرية شمال القطاع، وخاصة في جباليا، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن مئات الآلاف من السكان محاصرون في تلك المنطقة.

رسم لازاريني صورة قاتمة للوضع الإنساني في غزة، مشيراً إلى أن القطاع "أصبح أشبه بأرض مقفرة، ويكاد يكون غير صالح للعيش". وفيما يتعلق بإيصال المساعدات، قال المفوض العام للأونروا: "خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية، لم تدخل أي قافلة إلى شمال القطاع باستثناء قافلة أمس".

وأضاف لازاريني: "هناك انخفاض كبير في عدد القوافل المتوجهة إلى الجنوب، حيث تتراوح بين خمسين إلى ستين قافلة فقط لمليوني شخص، في حين نقدر أن العدد المطلوب أعلى بكثير".

وأشار إلى أن القوافل التي تمكنت من دخول غزة تعرضت للنهب بسبب الانهيار الكامل للأمن والنظام. ومع ذلك، أكد أنه من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة يمكن "تجنب" أزمة الجوع في غزة إذا تم السماح بإدخال القوافل الغذائية.

وتساءل المسؤول الأممي: "لقد أظهرنا قدرتنا على تنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال، فلماذا لا نستطيع إدخال الطعام؟".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن الوزير أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن أكدا في رسالة مشتركة للحكومة الإسرائيلية "ضرورة إجراء تعديلات لزيادة مستوى المساعدات التي تدخل غزة، عن المستويات المتدنية للغاية التي هي عليها اليوم".

وفي المقابل، أعلنت "هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" (كوغات) التابعة للحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، أن "50 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية تشمل الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ومعدات الإيواء المقدمة من الأردن، تم نقلها اليوم إلى شمال غزة".